العاصفة القادمة

AR · EN · FR · ES · PT
إنه العام 2013، حيث يلقي مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) خطابًا بعنوان «مشكلة السير نحو الظلام». يحذّر فيه -بشكلٍ رسمي- من أزمةٍ ناشئةٍ داخل تنفيذ القانون. أدى إفصاح «إدوارد سنودين/ Edward Snowden» عن بعض المعلومات الأمنية إلى رفع سوية الوعي العام بالمراقبة، وهو ما ساعد في استخدامٍ واسع النطاق لتقنيات التشفير، أو كما يسميها مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي بالأداة التقنية المفضّلة لدى المجرمين.

لسوء الحظ، لم ينجح القانون في مواكبة التكنولوجيا، وقد تسبّب هذا الانقطاع في خلق مشكلة جديّة تتعلق بالسلامة العامة، وهي ما نسميها بالـ (Going Dark).
جيمس كومي/James Comey، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي

سلط هذا الخطاب الضوء على خطرٍ ناشئٍ على شبكة الإنترنت: إن الترويج والتشجيع الجماعي للتشفير يهدد بإنشاء منطقة دائمة على الإنترنت غير قابلة للاختراق من قبل سلطات تطبيق القانون. نحن نحافظ على هذه المناطق المظلمة لإزالة العوائق من أمام مجتمع ديمقراطي حقيقي لكي يدرك نفسه ويعرفها. تعتبَرُ هذه التطورات الأخيرة التي تمثلت في (DAOs) و(DeFi) خطوةً مثيرةً نحو هذا المستقبل.

إن الاختراقات الإضافية في علم التعمية أو علم التشفير (cryptography)، مثل براهين المعرفة الصفرية (zero-knowledge proofs) تبعثُ حقبةً جديدةً من التحدي والاضطراب، حيث يقدّمُ هذا المستند استعراضًا عامًا عن هذه التطورات ويطرح مشروعنا: DarkFi.

«DarkFi» ليست شركة ناشئة، بل هي تجربة اقتصادية ديمقراطية؛ إنها نظام تشغيلٍ مجتمعي.


الإبادة المجتمعية والـ «Megamachine»


لقد تصاعد الحدث مذ قام «كومي/Comey» عام 2013، ولأول مرة، بتوثيق «مشكلة السير نحو الظلام». لقد أدى منطق توسّع الدولة إلى جانب الطباعة اللانهائية للنقود فضلًا عن حركة التصنيع إلى إغراق المجتمع في حالة حرب مستمرة. تتحكّم السلطة وجهاز الدولة بالمجتمع وتضطهدانه وتراقبانه، فيما تحيط بنا التكنولوجيا العملاقة، في الوقت نفسه،كسجنٍ رقمي.

وقد سُمّيت حالة الحرب هذه بالإبادة المجتمعية(societycide)، حيث يُجرَّد المجتمع، بشكلٍ متزايدٍ، من طبيعته الأخلاقية والسياسية، ويتحوّل الناس إلى جمهورٍ فاشيٍّ أشبه بالقطيع.

تتمركز تقنية الإنترنت حول جني الأرباح من المستخدمين مقابل عمل بسيط هو (النقر على الإعلانات)، وهو ما يقود إلى عمليات واسعة لجمع البيانات وبناء آلة ضخمة للمراقبة. يشجّع هذا المنهج على الإذعان والإخضاع والاستهلاك بدلًا من الاستخدام الفردي النشط، وهو أسلوبٌ مبنيٌّ على القمع والتحكّم بالمستخدمين.

هناك عملية صقل مستمرة لذكاءٍ اصصناعي أحدث وأفضل، قادرٍ على شنِّ الحرب على المقاومة وإجبار البقية على خوض تجربة المدن العملاقة. ومع ظهور العملات الرقمية للبنك المركزي (CBDC) والدخل الأساسي الشامل (UBI)، سارعت الحكومة المركزية إلى إغلاق جميع المجالات الاقتصادية الأخرى المنافسة لها، حيث تسعى الدولة الشركة إلى احتكار الحياة الاقتصادية بأكملها. وقد كان نظام الرصيد الاجتماعي في الصين (China's socialcredit scoring) تجربةً مفيدةً تسعى الدول الغربية إلى محاكاتها وتقليدها.

كل ما تبقى من هذا العالم الضعيف الفقير ما هو إلا شكلٌ جديدٌ فاسدٌ من الفاشية ومجتمعٌ ميتٌ فقد نسيجه الأخلاقي والسياسي. هذا المجتمع الميت غيرُ قادرٍ على تنظيم ذاته أو طرح أي مبادرات. تبحث ال «mega-machine» باستمرار عن طرقٍ مبتكرة لاستخراج النفط من الأراضي وصيد الأسماك من المحيطات وشريان الحياة من المجتمع حتى لو أدى نفاذ هذه المواد إلى بلوغ مستويات الأزمة.

عملنا لنحو عشرين عامًا على البَرمجيات المجانية. لقد كانت حركةً ذات حيوية وإبداع مدهشين، وتم استعراض الأفكار قبل مدةٍ طويلةٍ من تجرؤ الصناعة الاحتكارية على لمسها. لكن من الصعوبة أن تكون مطوِّر برمجيات يعمل بالمجان بدوام كامل. لقد خلقنا قيمة ضخمة لعملنا لكننا كنّا في أغلب الأحيان نفتقد الإمكانات والموارد، ولم يكن لدينا طريقة لاستعادة جزءٍ من القيمة التي كنّا نخلقها. عدم القدرة على الحصول على مقابلٍ ماديٍّ للعمل يعني أن توسيع وتطوير عملنا سيكون محدودًا وستكون الموارد أيضًا محدودة. وبالتالي فإن هذه المفاهيم الباهرة المبتكرة لا يمكن أن تتحقق أبدًا، كما فقد المجتمع كل فوائد التكنولوجيا المجانية التي كان من الممكن أن تتحقق.

امتلكت حركة البَرمجيات المجانية عددًا من المطوِّرين العالميين إلى جانب مجتمعٍ مؤيدٍ ومؤمنٍ قوي. لكنها كانت -بكل بساطة- تفتقر إلى الموارد بسبب عدم توفر نموذجٍ اقتصادي.


الترميز


توفر قوة الترميز (tokenization) لنا الآن بديلًا، حيث تتيح لنا الأموال القابلة للبَرمجة مجموعةً غنيّةً من التقنيات لتطوير الشبكات الاقتصادية.

تعمل هندسة الرموز و«DAOs» على تهديم البنية الأساسية للعالم القديم. العالم القديم مشترك وهرمي وجامد. أما هذا العالم الجديد فهو غنيٌّ ومستحكمٌ وخلّاق مُبتِكِر.

لديك تمايزٌ بين المستهلك والمنِتِج في نموذج الشركة الكلاسيكية. هذا التباين غير متوفر في علم التشفير، حيث ينصبُّ التركيز على المجتمع والثروة. فبدلًا من شركةٍ تستغل المستخدمين في سبيل جني الأرباح وحماية ممتلكاتهم، فإن المالكين والمنتجين هم المجتمع نفسه.

قيمة المشروع تتناسب طردًا مع مجتمعه. تأخذ الرموز القيمة المنتجة من قبل المجتمع والدائرة التي تعيد القيمة إلى المجتمع نفسه. لذلك فإن قدرة المشاريع على تعزيز المشاركة والاندفاع والاتفاق أمرٌ مهمٌ جدًا. تعزز المجتمعات الاستقلال الذاتي من خلال المحادثات والمشاورات والسرد، وهو ما يؤدي بدوره إلى تحوّلات ديمقراطية للأفراد وتشكيل قيم الحكم الذاتي والتطوير الذاتي.

يتجلى هذا التطوّر الاجتماعي في «DAOs» أكثر من أيِّ مكان آخر. «DAOs» هي حاكمية بدائية جديدة تمكّن القوى الديمقراطية الكامنة من التجمّع وتنظيم نفسها قبل أن تتمكّن السلطة والقوى الرأسمالية من إعاقتها أيديولوجيًا. وهذا يتيح استكشاف مناطق التحرير غير القابلة للتحقيق. يمثّل المستخدمون الجهات المعنيّة التي يمكن لها المشاركة المباشرة في قرارات الحاكمية/الحوكمة. كما يمكن للمستخدمين تحديد أهداف التطوير والتنمية والميّزات والرواتب وتخصيص رأس المال والاستثمارات.

المثل الأسمى للسياسة هو مضاعفة المساحات العامة. وبالتالي فإن العملات المشفّرة هي حالة سياسية بحق. تهتم السياسة باتخاذ القرارات المتعلقة بالمصلحة العامة للمجتمع، كالرفاهية والأمن والحرية. وهذا يعني أن السياسة والديمقراطية المباشرة مترادفتان ومشتركتان.

النموذج القديم للتكنولوجيا هو نموذجٌ مناهض للسياسة لأنه ينتزع الملكية من الناس ويضعها في أيدي الاحتكار. النموذج القديم يشجع الخمول والتواكل واللامبالاة من خلال التصميم، ويختصر دور الناس كمستهلكين فحسب. هذا هو الأساس في نزعة التكنولوجيا الحديثة التي تمتدّ إلى خمسة آلاف عامٍ نحو أصل الحضارة نفسها.

قراءة ويكيبيديا للحضارة:

تركز الحضارة القوة وتوسِّع سيطرة الإنسان على بقية الطبيعة بما في ذلك الجنس البشري.

تأرجح التاريخ ذهابًا وإيابًا في الصراع الدائر بين المجتمع الديمقراطي ونظام حضارة الدولة. في بعض الأحيان، تحوّل هذا الصراع إلى نزاع مفتوح، فيما تحوّل في أحيان أخرى إلى سلامٍ غير مستقر. وقد تسارع النزاع بين النماذج الحضارية في العصر الحديث، وبات المجتمع محاطًا بالأسلحة الآلية وأجهزة المراقبة والعمليات النفسية التي تؤدي إلى تقويض الحرية الأخلاقية والسياسية للناس.


تشكيلات سياسية مستقلة «APFs»


لا يمكن هزيمة الشمولية من خلال الإطاعة والإذعان، حيث يشجِّعُ هذا الانصياع أنظمة السلطة فحسب. ينفلت الإرهاب الشمولي حين تضعف المعارضة ويتحرر الحكّام من خوفهم. إن الرضوخ والانقياد يغذيان الشمولية ولا يفضيان أبدًا إلى الحالة الطبيعية العادية، وهنا تكون المقاومة واجبةً وضروريةً للوقوف في وجه صعود الحكم الشمولي.

تقدِّم المجتمعات المتجانسة جيوبًا من الحرية التي تدعم عقائد المقاومة وتشكّل أساس المجتمع الجديد. كما يمكن أن تكون مجتمعات مسيّرة وموجّهة نحو التكنولوجيا، أو الاقتصاد، أو التعليم، أو الثقافة.

من خلال «DAOs» و«DeFi»، يمكننا إحياء الأمة الديمقراطية التي تتيح المجال لتعايش سائر الثقافات والأعراق والتشكيلات السياسية المتعددة ضمن إطار كونفيدرالي/اتحادي.

«DAOs» + «DeFi» = تشكيلات سياسية مستقلة.

ومع نظام «APFs»، يمكن أن نرى أقوامًا متماثلة متعددة على شبكة الإنترنت بدون أي إكراه خارجي، حيث تكون هذه الأقوام تابعة لمجتمعاتها، ويتم اتخاذ القرارات من القاعدة.


السلاسل المتعددة (Multi-Chain)


هنالك قصة حول النقود تجري على النحو التالي: إنه فجر التاريخ، حيث يتاجر الناس ببضائعهم الفائضة. على سبيل المثال: أنت تملك تفاحة وهي تملك برتقالة، حينها تتطلب التجارة وسيلة تبادل ومقايضة، وهكذا تظهر النقود.

كلنا سمعنا بهذه القصة، إلا أنها أسطورة، ولم يسجِّل التاريخ هذا الحدث قط.

في ميزوبوتاميا القديمة (بلاد ما بين النهرين)، كانت هناك شبكات مصرفية متطورة قبل ظهور النقود بوقتٍ طويل. وقد قدّمت هذه الشبكات جميع العمليات العصرية المرتبطة بالمصارف، مثل عمليات الإقراض والإيداع والفوريكس (تداول العملات) وسداد الديون. كانت بابل، مهد الحضارة الإنسانية، مركزًا للعمليات المصرفية المزدهرة في المنطقة وسوقًا نشطةً للعقود الآجلة. ولدت النقود من رحِمِ نظام شبكات الائتمان. كما تم تداول قسائم الإيداع والعقود الآجلة في شكل ألواحٍ طينيةٍ يمكن كسرها وإتلافها. ومن ثم، في وقت لاحق، وتزامنًا مع سطوع نجم الإمبَراطورية الفارسية، تم اعتماد النقود المعدنية من الذهب والفضة.

الدرس الذي يمليه علينا التاريخ هو أن الشبكات الاقتصادية مهمة وأساسية، وأن تحويل القيمة داخل الشبكات هو الذي يعطي المال معناه وليس المال نفسه. كما يرث المال خصائص مختلفة من الشبكات المالية التي يدور فيها.

في عام 2010، ضجَّ العالم بمفهوم النقود الثابتة/المحكمة العالمية «بيتكوين/Bitcoin»، والتي أصبحت أمرًا محوريًا. ومع نضوج فكرة التشفير، شهدنا ظهور فئات أصول أخرى. في البداية، رأينا صعود سلاسل الكتل (blockchains) بميزاتها الرائعة مثل مونيرو (Monero). وكانت إيثريوم (Ethereum) أول من قام بتعميم هذه البنية، والتي تلاها نمو «ERC20» والانتعاش الأولي لـ «ICO». لكن طبيعة التشفير تغيّرت بشكل أساسي، حيث أطلقت «DeFi» فكرًا حديثًا قائمًا على النظام المتكامل المغلق (ecosystem) الذي لا يرى العملة من منظور فردي منعزل، بل يختبَر الشبكات بطريقة شاملة.

سابقًا، كنا نفكّر في العملات المشفّرة وسلاسل الكتل الخاصة بها، فنقول: هذا «بيتكوين» وهذا «مونيرو» وهذا «إيثريوم». الطريقة التي كانت الناس تفكّر بها في العملات المشفّرة هي أنها كيانات ذريّة ذاتية السيادة والملكية. لكن «DeFi» تجيز نوعًا جديدًا من التفكّر والاستنتاج، فنحن نفكّر من حيث النظم البيئية ونقاط النهاية والشبكات وتدفقات السيولة.

مع «DeFi»، نشهد تطورًا في التشفير وظهور نظام مالي موازي، حيث يقلُّ فيه التركيز على العملات الخاصة بسلاسل الكتل لصالح الأدوات والشبكات. تتيح الهندسة المالية لهذه الشبكات التفاعل في سبيل خفض مستوى تقلبات السوق ونقل الأصول بسهولة. ويُعتبَرُ ذلك بمنزلة ظهور طبقة أولية للمصارف التي تعتمد العملات المشفّرة. وهكذا، فقد اكتسب التشفير ميزةً جوهرية، حيث أصبح العمل المصرفي أقوى وأكثر جوهرية من المال.

حاليًا، هناك 1 % من كل «بيتكوين» في «إيثريوم»، وهذا الرقم ينمو بسرعة. كما نتوقع أن يستمر في هذا المسار.


المعرفة الصفرية (Zero-knowledge)


اللاسلطوية المشفّرة هي تكتيك استخدام التشفير لخلق مساحة من الحرية لا يمكن اختراقها بقوةٍ قهريةٍ من قبل احتكارات السلطة ورأس المال.

هذه المساحة من الحرية هي البذرة الناشئة لمجتمعٍ ديمقراطي. وهذه الهياكل الاجتماعية تقاوم سيطرة الدولة والسلطة الشمولية منذ الأزل، حيث تم برمجتها مع رموز المقاومة. كما إنها تعتبَرُ مساحاتٍ تتناقض مع الانحلال الاجتماعي وتعززُ العلاقات المجتمعية التطوعية من قبل أولئك الذين يقدّرون الحرية.

تعرفُ بأنها مساحات مظلمة يستخدمها تحالف القوى الديمقراطية.

المعرفة الصفرية تقنيةٌ قوية، إذ يمكن لها أن تفتح مساحات واسعة من الحرية إذا تمَّ استخدامها بشكلٍ فعّال.

تسمح لنا المعرفة الصفرية (ZK) بإنشاء عقودٍ ذكيةٍ غير معروفة المصدر. كما يمكن لأيِّ شخصٍ كتابة برنامج مجهول واعتباره إثبات. ورغم أن البيانات الموجودة على سلاسل الكتل مشفّرة، إلا أن الإثبات يقدّم تصريحًا حول ما يمكن أن يحدث لتلك البيانات، حيث لا يمكن التحايل عليها وهي آمنة جدًا.

كما إنها تفتح المجال لخلق مساحة تصميم جديدة تمامًا للتطبيقات غير المعروفة، والتي لم نتمكّن من إنشائها سابقًا. التكنولوجيا ناضجة بما فيه الكفاية، وهي تنتظر أن يتم تبنّيها وتطبيقها.

قد تفكّر الآن بأن هناك غرامة أداء على المعرفة الصفرية، ولكن في الواقع هي سريعة، إذ يُعدُّ التحقق من إثبات المعرفة الصفرية أسرع من حساب تأدية عمل المعرفة غير الصفرية نفسها. وبغض النظر عن حجم البيانات، يكون حجم الدليل ثابتًا دومًا.

على سبيل المثال، يمكننا ضغط سلاسل الكتل بأكملها في تجربة المعرفة الصفرية. عند المزامنة الأولية مع الشبكة، وبدلًا من تنزيل 300 غيغابايت من البيانات، يمكنك تحميل 22 كيلوبايت، وهو دليل على أن الحالة الحالية قد تم إحصائها بشكل صحيح من النشأة. وبالفعل هنالك مشاريع تقدِّم هذه الخدمات. وتسمّى خاصية المعرفة الصفرية (ZK) بالإيجاز.

هنا نعرض برنامجًا بسيطًا: def foo(s, x, y):
 if s:
  return x * y
 else:
  return x + y

لنفترض بأن «أليس» تحسب z = foo (True ,4 ,110). لإثبات أنه تمَّ حساب (z) بشكل صحيح، أعطت «أليس» لـ «بوب» قيم (z) و(s) و(x) و(y)، ثم قام «بوب» بتشغيل الدالَّة ليرى أنه حصل على النتيجة ذاتها مثل «أليس». هذا ليس مجهولًا، حيث يستطيع «بوب» رؤية القيم التي يتم إدخالها إلى الدالَّة. في المقابل، يمكن لـ «أليس» استخدام إثبات المعرفة الصفرية لإظهار أنها قامت بحساب الدالَّة بشكل صحيح دون الكشف عن قيم الإدخال.

إذًا، يمكننا عبَر استخدام هذه الآلية إنشاء أسواق مالية مظلمة تمامًا: شبكة اقتصادية عالمية لامركزية تعمل بشكلٍ مجهولٍ بالكامل.

المعرفة الصفرية مساحة تصميم قوية تشرِعُ أبوابها أمام المطوِّرين، كما إنها بنية/عملية حسابية جديدة مختلفة عن نموذج فون نيومان (Vonn Neumann) الذي نعرفه جميعًا. تعتبَر أنواع موثوقة من العمليات أكثر ملائمة بالمقارنة مع أنواع أخرى قد يعتاد عليها البعض. كما أن هناك الكثير من الفرص والاستكشافات لتحديث الأدوات حول المعرفة الصفرية، مثل المجمّعات التي ما تزال بدائية للغاية.

إنها الخطوة الأولى نحو نموذج اقتصادي جديد للتكنولوجيا لا يعمد إلى استغلال المستخدمين.


DarkFi


«DarkFi» هي قاعدة أساسية للتطبيقات غير المعلومة والعقود الذكية القابلة للاستخدام المتبادل/البيني متعدد السلاسل.

اعثر على الكود هنا:

«DarkFi» هي بيئة تملك لغة كتابة عقود معرفة صفرية ذكية. ما يزال البحث حديث النشوء، ولكن نحن نملك فعليًا شبكةً خاصةً بنا قيد الاختبار. (testnet)

تفتح المعرفة الصفرية مساحة تصميم غير مستكشفة تمامًا للتطبيقات المجهولة. سابقًا، حين كنت ترغبُ في ابتكار تطبيقٍ مجهول، كان عليك التفكير حول كيفية دمج مجموعة من برامج التشفير القائمة. قد يكون بطيئًا أو مستحيلًا. ولكن مع المعرفة الصفرية، لدينا مخطط تشفير شامل يمكن لأيِّ مبَرمجٍ استخدامه لإنشاء تطبيقاتٍ مجهولة.

يمكننا ابتكار خدمات مجهولة المصدر، ويمكن للمستخدمين التفاعل مع «DAOs» والأسواق التي يستخدمون فيها بيانات الاعتماد. كما يمكنك إرفاق برهان حول صحة العبارة. ليس هناك تسريب أي شيءٍ آخر عن هويتك، ويتم تفعيل دور الخدمات بهذا الشكل.

نورد هنا مثالًا على عقدٍ ذكيٍّ لصك بيانات الاعتماد:

ولدينا خدمة دردشة خاصة بنا، يمكنك الانضمام إليها هنا:

كل يوم اثنين، وفي تمام الساعة (16:00) بتوقيت وسط أوربا على خادمنا، سيكون هناك اجتماعٌ كتابيٌ مفتوح للمطوِّرين.

نحن أكثر من مجرد صنّاع أدوات؛ نحن نبني التطبيقات ونعمل على دعم الفرق في بنائها. ونرحِّب بالجميع في ارتحالنا نحو الأرض الموعودة بالفرص.


دعوا فسحةً للظلام


هناك الكثير خلف هذا القناع؛ إنه ليس مجرد لحم. هناك فكرةٌ وراء هذا القناع، والأفكار مقاومةٌ للرصاص.
V

يشعر الجميع أن هناك حدثا سياسيًا أو اقتصاديًا كبيرًا وضخمًا سيطلُّ علينا خلال السنوات الخمس المقبلة. الجميع مستاءٌ بشدة من احتكارات السلطة ورأس المال التي تسيطر علينا.

لكن ما هو النظام التالي الذي ينتظرنا؟ إليكم الجواب:

ليس علينا أن نفكّر في الأنظمة، فالبشر ليسوا موادًا في جهازٍ حسابي. هذا التفكير هو الذي أوصلنا إلى هذه الحالة.

لكن ما هي طريقة التفكير التي نحتاجها؟

ما الذي يجري من حولك؟ ماذا يفعل الناس؟ ما هي المشاكل التي يواجهونها؟ ما هي الحقيقة وما هو الجمال والخير؟ كيف باسطاعتنا تمكين وجه البشرية والطبيعة الذي نأمل في تنميته؟

لحسن الحظ، كنّا أغوريين موهوبين في الاقتصاد غير المؤسساتي، ليس فقط كفلسفة، ولكن كعنصرٍ فاعلٍ وقويٍّ للتغيير. استخدم هذه القوة، وادفع الأشياء نحو التحقق والإنجاز.

المنظّمون قادمون نحونا. يروننا كأطفال منتعلين أحذية كبيرة لا تتناسب مع أقدامنا الصغيرة. نحتاج للعودة إلى أماكننا. إنهم يفعلون هذا من الخارج والداخل. هؤلاء الأناركيون المجانين بيننا يتم إسكاتهم ويتلقون نظرات فظيعة من المحيط ويتعرضون للنبذ والإهانات لأنهم يثيرون المتاعب والمشكلات. من هم هؤلاء الناس ومن أين جاؤوا؟ بكل تأكيد داخل أقفاص الشركات النظيفة الخاصة بهم لن يخاطروا أبدًا بالمراهنة على «بيتكوين» عام 2010. ومع ذلك فإنهم يربطون أنفسهم بالنجاح ويبدون متأكدين بأن الأمور تسير بشكلٍ صحيح.

حاليًا، تدور حكاية اهتمامات العالم الأولى السطحية ح ول: «GameFi» و«ArtFi» و«SocialMediaFi» – عالم الترفيه والمشاهير.

لكن على المرء أن ينظر فقط إلى ما تسعى احتكارات السلطة ورأس المال لمنعه حتى يفهم ما هو المفتاح لتحرير الأمة الديمقراطية.

سيقومون بتنظيم التشفير الذي يسمح لأيّ شخص بإرسال التشفير إلى أيّ شخص في أيّ مكان على سطح الأرض، أو لتأسيس منظمات خاصة تتمتع بالحكم الذاتي. وهذا يدمِّر كلَّ نماذج الملكية لاحتكارات السلطة ورأس المال.

سيتم تقسيم العملات المشفّرة إلى قسمين، حيث سيكون «RegFi» غير قابل للاستخدام ومقفلًا، وسيكون غير فعّال. أما الجانب الآخر فسيكون «DarkFi» المدفون تحت الأرض، وسيكون فعّالًا.

«DarkFi» ليس مشروعًا أو شركة؛ نحن مجتمع وحركة.

يمنحنا الاقتصاد غير المؤسساتي/غير الرسمي أدواتٍ لتصميم الأنظمة التي تعمل على تمكين المجتمعات الحرة.

الأناركية/اللاسلطوية الرقمية (Crypto-Anarchy) هي أسلوب استخدام التشفير للاقتصاد غير المؤسساتي.

تظهر تقنيات الخصوصية أقوى من أي وقتٍ مضى، وهي غير قابلة للإيقاف أبدًا.

نجمع كلَّ هذا معًا ونحصل على: «DarkFi».

ها هو الظلام هنا وسيكتسح عالمنا الرقمي. لا يمكننا إيقافه، ذلك أن الفوائد التي يمنحنا إياها كبيرة جدًا. سيتم السماح لجميع الإمكانات الإنسانية الكامنة – التي يتم خنقها ودفعها نحو القاع - بالارتقاء إلى القمة. إنها قوة عظيمة يجب أن يتم استخدامها باحترام. تذكّر أن كلَّ ثورة تقنية في التاريخ اصطدمت بمعارضين أرادوا إعادة العفريت إلى صندوق باندورا (Pandora's box) الذي يحتوي كلَّ شرور البشرية، لكن تم دفع الجميع نحو المستقبل بالقوة ورغمًا عنهم.

هنا، ليس هناك أحكام أو مراسيم قيد الإصدار؛ إنها مجرد تصريحات عن الواقع.

خذها أو اتركها، هذا ما سيحدث. مرحبًا بكم في المستقبل الأغوري غير المؤسساتي.

دعوا فسحةً للظلام ...